السياسة ليست أيديولوجيا أو قالبا خرسانيا من حديد وأسمنت..
يجب أن لا نستجير بالبدائل الأكثر سوءا، وأن نتحقق من كل البدائل ونمحصها ونفاضل بينها ولا نختار البديل جزاف، والأفضل أن نكون نحن البديل إن استطعنا و قيل من مائة عام “الجندي الذي لا يحلم أن يكون جنرالا هو جندي خامل” و قال غاندي: “في البداية يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يحاربونك , ثم تنتصر”.
من حقنا أن نستحضر الحذر في كل خطوة بدلا من التوكل والسير إلى المجهول أحادا أو قطيع..
إن كان من حقهم عقد التحالف الذي يريدوه فمن حقنا أن نكون بالتحالف الذي نريد دون إملاء من أحد و نحن من يقدر المصلحة و الخطر و الأولوية..
من الإيجابي و المهم أن نستفيد من الخبرة و التراكم المعرفي و ما أنتجه العظماء الكبار، و لكن يجب أيضا أن لا نغفل واقعنا الذي يحتاج إلى معرفة عميقة و إنتاج الحلول بعيدا عن تعسف المعرفة لواقع لم تحاكيه..
من حقنا حد الواجب أن نشعر بل و نمارس حق حرية الاختيار فهو حق أصيل يشعرنا بذواتنا و انسانيتنا و بالوجود و الحرية..
لسنا و لن نكون ملك أحد..
من الحكمة أن نسلك المسالك الذي نريد دون أن نغلق أبواب المغادرة أو مسالك الرجعة و العودة عند احتمال التيه و الفجيعة، و القائد الناجح هو من يضع لتقديراته أسوأ الاحتمالات.
من حقنا بل و من المهم أن نبحث عن تعدد الخيارات و أن نفاضل بينها و أن لا نرتهن لخيار واحد و الواحد يا صديقي ليس بخيار .. و يجب أن لا نضع كل البيض في سلة واحدة حتى لا نندم في ساعة لات بساعة مندم..
من حقنا قراءة الواقع و تقدير المخاطر و ترتيب الأولويات وفق شروط الواقع و متطلبات تغييره..
يجب أن نستفيد مما مضى ولا نكون قفازات أو رأس حربة مع أحد ضد أحد..
يجب أن يكون لنا أولوياتنا وسياساتنا وتحالفاتنا دون ارتهان أو انتعال..
و يجب أن نعترف و نتحمل بشجاعة المسؤولية و المحاسبة عند الفشل أو الغرق أو سوء التقدير..
و إجمالا يجب أن نكون نحن لا هم.. و يجب أن لا تخطفنا الأنا المتضخمة أو الكثرة و الهيلمان .. فالانا يمكن أن تحولنا إلى مستبدين ندَّعي امتلاك الحقيقة و الصواب، و ما هو اليوم كثير غدا يصبح قليل و زائل، و ما كانت الحقيقة يوما تقاس بأنا أو بكثرة..
